فصل: عباد بن الحارث بن عدي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.عباد بن ثعلبة:

ويقال عباد بن ثعلبة- بكسر العين يعد في الكوفيين.
روى عنه ابنه ثعلبة ولم يرو عنه غيره حديثه في فضل الوضوء حديث حسن.

.عباد بن الحارث بن عدي:

بن الأسود بن الأصرم بن جحجبي بن كلفة بن عوف. يعرف بفارس ذى الخرق فرس كان يقاتل عليه شهد أحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه ذي الخرق وشهد عليه اليمامة فقتل يومئذ شهيدًا.

.عباد بن خالد الغفاري:

هكذا بكسر العين له صحبة ورواية له حديثان عند عطاء بن السائب عن أبيه عن خالد بن عباد عن أبيه عباد بن خالد.

.عباد بن الخشخاش:

ويقال عبادة وقد تقدم ذكره في باب عبادة.

.عباد بن سهل بن مخرمة:

بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي قتل يوم أحد شهيدًا قتله صفوان بن أمية الجمحي.

.عباد بن شرحبيل الغبري:

اليشكري رجل من بنى غبر بن يشكر بن وائل.
وروى عنه جعفر بن أبي وحشية قصة ليس له غيرها أنه قال: دخلت حائطًا فأخذت سنبلًا ففركته فجاء صاحبه فضربني وأخذ ثوبي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فدعاه ورد علي ثوبي.

.عباد بن شيبان:

قال: خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمامة بنت عبد المطلب فأنكحني ولم يشهد روى عنه ابناه: عيسى بن عباد ويحيى بن عباد.

.عباد بن عبد العزى:

بن محصن بن عقيدة بن وهب بن الحارث بن جشم بن لؤي بن غالب كان يلقب الخطيم لأنه ضرب على أنفه يوم الجمل.
ذكره ابن الكلبي من رواية الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن عمران الأسدي عنه.

.عباد بن عبيد:

بن التيهان شهد بدرًا ذكره الطبري.

.عباد بن قيس بن عامر:

بن خلدة بن عامر بن زريق الزرقي الأنصاري شهد بدرًا وأحدًا بعد أن شهد العقبة.

.عباد بن قيس بن عبسة:

ويقال عيشة بن أمية بن مالك بن عدى بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. شهد بدرًا هو وأخوه سبيع بن قيس وقتل يوم مؤتة شهيدًا.

.عباد بن قيظى الأنصاري:

الحارثي أخو عبد الله وعقبة ابني قيظي وقتل هو وأخوه يوم جسر أبي عبيد له صحبة.

.عباد بن ملحان:

بن خالد شهد أحدًا واستشهد يوم جسر أبى عبيد قاله العدوي.

.عباد بن نهيك:

الخطمي الأنصاري. هو الذى أنذر بنى حارثة حين وجدهم يصلون إلى بيت المقدس وأخبرهم أن القبلة قد حولت فأتموا الركعتين الباقيتين نحو المسجد الحرام.

.باب عبادة:

.عبادة بن الأشيم:

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابًا وأمره على قومه ذكره ابن قانع في معجمه.

.عبادة بن أوفى النميرى الشامي:

روى عنه مكحول قيل: حديثه مرسل لأنه يروي عن عمرو بن عبسة.

.عبادة بن الحسحاس:

ويقال ابن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة الأنصاري حليف لهم من بلي قال: ابن إسحاق وأبو معشر: عبادة بن الخشخاش بالخاء والشين المنقوطتين. وقال الواقدي: هو عبادة بن الحسحاس. قال: وهو ابن عم المجذر بن زياد وأخوه لأمه ولم يختلفوا أنه من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
شهد بدرًا وقتل يوم أحد شهيدًا.
قال ابن إسحاق: ودفن النعمان بن مالك والمجذر بن زياد وعبادة ابن الخشخاش في قبر واحد. ويقال فيه عباد بن الخشخاش بلا هاء والأكثر يقولون عبادة.

.عبادة بن الصامت:

بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم ابن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصارى السالمي يكنى أبا الوليد وقال الحزامي: أم عبادة بن الصامت قرة العين بنت عبادة بن نضلة ابن مالك بن العجلان وكان عبادة نقيبًا وشهد العقبة الأولى والثانية والثالثة.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبى مرثد الغنوي وشهد بدرًا والمشاهد كلها ثم وجهه عمر إلى الشام قاضيًا ومعلمًا فأقام بحمص ثم انتقل إلى فلسطين ومات بها ودفن بالبيت المقدس وقبره بها معروف إلى اليوم.
وقيل: إنه توفي بالمدينة والأول أشهر وأكثر.
وقال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة: قبر عبادة بن الصامت بالبيت المقدس.
وقال ابن سعد: سمعت من يقول إنه بقي حتى توفى في خلافة معاوية بالشام.
وقال الأوزاعي: أول من تولى قضاء فلسطين عبادة بن الصامت وكان معاوية قد خالفه في شىء أنكره عليه عبادة في الصرف فأغلظ له معاوية في القول فقال له عبادة: لا أساكنك بأرض واحدة أبدًا ورحل إلى المدينة فقال: له عمر ما أقدمك؟ فأخبره فقال: ارجع إلى مكانك فقبح الله أرضًا لست فيها ولا أمثالك. وكتب إلى معاوية لا إمرة لك على عبادة.
توفي عبادة بن الصامت سنة أربع وثلاثين بالرملة. وقيل بالبيت المقدس وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
روى عنه من الصحابة أنس بن مالك وجابر بن عبد الله وفضالة بن عبيد والمقدام بن معد يكرب وأبو أمامة الباهلي ورفاعة بن رافع وأوس بن عبد الله الثقفي وشرحبيل ابن حسنة ومحمود بن الربيع والصنابحي وجماعة من التابعين.

.عبادة بن عثمان:

بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي روى أنه مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وبرك عليه وأبوه له صحبة وبابنه عبادة يكنى. وقد ذكره أبو عمر في باب سعد وفي الكنى أيضًا.

.عبادة بن قرص الليثي:

ويقال ابن قرط. والصواب عند أكثرهم قرص.
وروى عنه أبو قتادة العدوي وحميد بن هلال.
وقال يونس بن عبيد عن حميد بن هلال: أقبل عبادة بن قرص الليثي من الغزو فلما كان بالأهواز لقيه الحرورية فقتلوه.
وقال أبو عبيدة والمدايني في سنة إحدى وأربعين خرج سهم بن مالك بن غالب الهجيمي ومعه الخطيم الباهلي واسم الخطيم زيادة بن مالك بناحية جسر البصرة فقتلوا عبادة بن قرص الليثي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إليهم معاوية عبد الله بن عامر فاستأمن سهم والخطيم فأمنهما وقتل عدة من أصحابهما ثم عزل معاوية ابن عامر في سنة خمس وأربعين وولى زيادًا فقدم زياد البصرة فقتل سهم بن غالب الهجيمي وصلبه ثم قتل زياد أيضًا الخطيم الباهلي الخارجي أحد بني وائل سنة تسع وأربعين.

.عبادة بن قيس:

ويقال فيه عباد بن قيس بن زيد بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج شهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وخيبر وقتل يوم مؤتة شهيدًا وقد ذكرناه في باب عباد.

.عبادة الزرقي:

روى في صيد المدينة. روى عنه ابناه عبد الله وسعد لا ترفع صحبته.

.باب عباس:

.عباس بن عبادة:

بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج شهد بيعة العقبة الثانية.
قال ابن إسحاق: كان ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وشهد بيعة العقبتين وقيل: بل كان في النفر الستة من الأنصار الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأسلموا قبل سائر الأنصار وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها حتى هاجر إلى المدينة فكان يقال له مهاجري أنصاري.
قتل يوم أحد شهيدًا ولم يشهد بدرًا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة بينه وبين عثمان بن مظعون.

.عباس بن عبد المطلب:

بن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا الفضل بابنه الفضل بن العباس وكان العباس أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين. وقيل بثلاث سنين أمه امرأة من النمر بن قاسط وهى نتلة. وقيل نتيلة بنت خباب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر وهو الضيحان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله ابن النمر بن قاسط هكذا نسبها الزبير وغيره.
وقال أبو عبيدة: هي بنت خباب بن حبيب بن مالك بن عمرو بن عامر الضيحان الأصغر بن زيد مناة بن عامر الضحيان الأكبر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط.
ولدت لعبد المطلب العباس فأنجبت به قال: وهي أول عربية كست البيت الحرام الحرير والديباج وأصناف الكسوة وذلك أن العباس ضل وهو صبي فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت الحرام فوجدته ففعلت ما نذرت.
وكان العباس في الجاهلية رئيسًا في قريش وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية فالسقاية معروفة وأما العمارة فإنه كان لا يدع أحدًا يسب في المسجد الحرام ولا يقول فيه هجرًا يحملهم على عمارته في الخير لا يستطيعون لذلك امتناعًا لأنه كان ملأ قريش قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك فكانوا له أعوانًا عليه وسلموا ذلك إليه ذكر ذلك الزبير وغيره من العلماء بالنسب والخبر.
وذكر ابن السراج قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا كثير بن شهاب قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا يزيد بن الأصم أن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ممن خرج مع المشركين يوم بدر فأسر فيمن أسر منهم وكانوا قد شدوا وثاقه فسهر النبى صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ولم ينم فقال: له بعض أصحابه ما أسهرك يا نبي الله فقال: أسهر لأنين العباس. فقام رجل من القوم فأرخى من وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مالي لا أسمع أنين العباس»؟ فقال رجل: أنا أرخيت من وثاقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فافعل ذلك بالأسرى كلهم».
قال أبو عمر: أسلم العباس قبل فتح خيبر وكان يكتم إسلامه وذلك بين في حديث الحجاج بن علاط أنه كان مسلمًا يسره ما يفتح الله عز وجل على المسلمين ثم أظهر إسلامه يوم فتح مكة وشهد حنينًا والطائف وتبوك.
وقيل: إن إسلامه قبل بدر وكان رضي الله عنه يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون يتقوون به بمكة وكان يحب أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مقامك بمكة خير» فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: «من لقي منكم العباس فلا يقتله فإنه إنما أخرج كارهًا».
وكان العباس أنصر الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبى طالب وحضر مع النبي صلى الله عليه وسلم العقبة يشترط له على الأنصار وكان على دين قومه يومئذ وأخرج إلى بدر مكرهًا فيما زعم قوم وفدى يومئذ عقيلًا ونوفلًا ابني أخويه أبى طالب والحارث من ماله وولى السقاية بعد أبي طالب وقام بها وانهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين غيره وغير عمر وعلي وأبي سفيان بن الحارث. وقد قيل: غير سبعة من أهل بيته وذلك مذكور في شعر العباس الذى يقول فيه:
ألا هل أتى عرسي مكري ومقدمي ** بوادي حنين والأسنة تشرع

وقولي إذا ما النفس جاشت لها قدى ** وهام تدهدى بالسيوف وأدرع

وكيف رددت الخيل وهى مغيرة ** بزوراء تعطى في اليدين وتمنع

وهو شعر مذكور في السير لابن إسحاق وفيه:
نصرنا رسول الله في الحرب سبعة ** وقد فر من قد فر عنه وأقشع

وثامننا لاقى الحمام بسيفه ** بما مسه في الله لا يتوجع

وقال ابن إسحاق: السبعة: علي والعباس والفضل بن العباس وأبو سفيان بن الحارث وابنه جعفر وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد والثامن أيمن بن عبيد.
وجعل غير ابن إسحاق في موضع أبي سفيان عمر بن الخطاب والصحيح أن أبا سفيان بن الحارث كان يومئذ معه لم يختلف فيه واختلف في عمر.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرم العباس بعد إسلامه ويعظمه ويجله. ويقول: «هذا عمي وصنو أبي» وكان العباس جوادًا مطعمًا وصولًا للرحم ذا رأي حسن ودعوة مرجوة.
وروى علي بن المدايني قال: حدثنا محمد بن طلحة التيمي قال: حدثنا أبو سهل نافع بن مالك عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفًا وأوصلها رحمًا».
وروى ابن أبي الزناد عن أبيه عن الثقة أن العباس بن عبد المطلب لم يمر بعمر ولا بعثمان وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز العباس إجلالًا له ويقولان: عم النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن العباس وأنس بن مالك أن عمر بن الخطاب كان إذا قحط أهل المدينة استسقى بالعباس.
قال أبو عمر وكان سبب ذلك أن الأرض أجدبت إجدابًا شديدًا على عهد عمر زمن الرمادة سنة سبع عشرة فقال: كعب يا أمير المؤمنين إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء فقال: عمر هذا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنو أبيه وسيد بني هاشم فمشى إليه عمر وشكا إليه ما فيه الناس من القحط ثم صعد المنبر ومعه العباس فقال: اللهم إنا قد توجهنا إليك بعم نبينا وصنو أبيه فاسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ثم قال عمر: يا أبا الفضل قم فادع. فقام العباس فقال: بعد حمد الله تعالى والثناء عليه اللهم إن عندك سحابًا وعندك ماء فانشر السحاب ثم أنزل الماء منه علينا فاشدد به الأصل وأدر به الضرع اللهم إنك لم تنزل بلاء إلا بذنب ولم تكشفه إلا بتوبة وقد توجه القوم إليك فاسقنا الغيث اللهم شفعنا في أنفسنا وأهلينا اللهم إنا شفعنا بمن لا ينطق من بهائمنا وأنعامنا اللهم اسقنا سقيًا وادعًا نافعًا طبقًا سحًا عامًا اللهم إنا لا نرجو إلا إياك ولا ندعو غيرك ولا نرغب إلا إليك اللهم إليك نشكو جوع كل جائع وعرى كل عار وخوف كل خائف وضعف كل ضعيف.... في دعاء كثير. وهذه الألفاظ كلها لم تجيء في حديث واحد ولكنها جاءت في أحاديث جمعتها واختصرتها ولم أخالف شيئًا منها. وفى بعضها فسقوا والحمد الله وفي بعضها قال: فأرخت السماء عزاليها فجاءت بأمثال الجبال حتى استوت الحفر بالآكام وأخصبت الأرض وعاش الناس.
قال أبو عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله عز وجل والمكان منه.
وقال حسان بن ثابت في ذلك:
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا ** فسقى الغمام بغرة العباس

عم النبى وصنو والده الذي ** ورث النبى بذاك دون الناس

أحيا الإله به البلاد فأصبحت ** مخضرة الأجناب بعد الياس

وقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
بعمي سقى الله الحجاز وأهله ** عشية يستسقي بشيبته عملا

توجه بالعباس في الحدب راغبًا ** فما كر حتى جاء بالديمة المطر

وروينا من وجوه عن عمر- أنه خرج يستسقى وخرج معه بالعباس فقال: اللهم أنا نتقرب إليك بعم نبيك ونستشفع به فاحفظ فيه نبيك كما حفظت الغلامين لصلاح أبيهما وأتيناك مستغفرين ومستشفعين. ثم أقبل على الناس فقال: {استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.
ثم قام العباس وعيناه تنضحان فطالع عمر ثم قال: اللهم أنت الراعي لا تهمل الضالة ولا تدع الكسير بدار مضيعة فقد ضرع الصغير ورق الكبير وارتفعت الشكوى وأنت تعلم السر وأخفى اللهم فأغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون فنشأت طريرة من سحاب فقال الناس: ترون ترون! ثم تلاءمت واستتمت ومشت فيها ريح ثم هرت ودرت فوالله ما يرحوا حتى اعتلوا الجدار وقلصوا المآزر وطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون: هنيئًا لك ساقي الحرمين.
قال ابن شهاب كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفون للعباس فضله ويقدمونه ويشاورونه ويأخذون برأيه واستسقى به عمر فسقي.
وقال الحسن بن عثمان: كان العباس جميلًا أبيض بضًا ذا ضفيرتين معتدل القامة. وقيل بل كان طوالًا.
وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جار. قال: أردنا أن نكسو العباس حين أسر يوم بدر فما أصبنا قميصًا يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أبي.
وتوفي العباس بالمدينة يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من رجب وقيل: بل من رمضان سنة اثنتين وثلاثين قبل قتل عثمان بسنتين وصلى عليه عثمان ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل ابن تسع وثمانين. أدرك في الإسلام اثنتين وثلاثين سنة وفى الجاهلية ستًا وخمسين سنة.
وقال خليفة بن خياط: كانت وفاة العباس سنة ثلاث وثلاثين ودخل قبره ابنه عبد الله بن عباس.